الساعات الأخيرة في حياة قداسة الباب كيرلس

الساعات الاخيره فى حياه البابا كيرلس............الجزء الثانى

وقد روى د. ميشيل جرس احداث الساعات الاخيره من حياه البابا كيرلس فى صباح يوم الثلاثاء الموافق 9 مارس 1971 م و كان سيادته مرافقا لقداسه البابا كيرلس مشرفا على علاجه فى هذا اليوم الذى رحل فيه قداسه البابا كيرلس من عالمنا الفانى.
ماذا حدث فى الدقائق الاخيره؟

يروى د. ميشيل جرس احداث هذا اليوم بالتفصيل فيقول:
ان قداسه البابا صلى صلاه نصف الليل بقلايته كما صلى صلاه باكر فى الساعه الخامسه صباحا ثم تابع القداس الذى يقام يوميا بالكنيسه المرقسيه عن طريق سماعه موضوعه بقلايته و عند السابعه و النصف صباحا حاولت اجراء الكشف المعتاد و لكنى لم اتمكن لانشغال البابا فحاولت مره اخرى فى التاسعه الا ربع و لكن البابا اخذ يستقبل زواره.

كان فى يوم نياحته مشرق و بصحه جيده

فانتهزت هذه الفرصه و دخلت قلايته و جهزت له دواء يوم كامل حتى العشاء و بعد انصراف الزوار عدت اليه فى الصالون و سالت عن صحته فاجاب بانه لا يشكو شيئا و قلت له انى الاحظ ان قداستك مشرق و بصحه جيده فشكر الله.
كان منشرحا جداا

ثم قكت بفحصه فحصا كاملا فوجدته على ما يرام و كان منشرحا جدا و اخذ يحدثنى عن عملى و عن عائلتى و سالنى عن تحليل "البصاق" الذى حان موعده و قال نكلم الدكتور لاحضار امبوبه معقمه و حاولت اقناعه باستخدام انبوبه عاديه بعد تعقيمها بمعرفتى فرفض فقمت لاطلب الدكتور رمسيس فرج طبيب التحاليل لاحضار انبوبه و قبل ان ادير قرص التليفون تذكرت ان معى رساله لقداسته من سيده مريضه فعدت و ابلغته بها و اعطيته الورقه المدون بها الاسم و التشخيص فوضعها فى جيبه و مشيت معه حتى القلايه.

اللحظات الاخيره

ثم عدت اطلب د. رمسيس و قبل ان اطلب منه الانبوبه جاءنى فهمى (شماس البابا) مسرعا و منزعجا و هو يقول :"سيدنا تعبان" فتركت السماعه دون ان ارد عليه ( الو ) و اسرعت الى قلايته حيث وجدت قداسته جالسا على الارض و ظهره مستندا الى الحائط و لم يتمكن من الاجابه على اسئلتى.

اخر حبه دواء

ثم حاولت رفعه عن الارض فلم اتمكن و فى يده وجدت اخر حبه دواء كانت انفاسه مضطربه مع انخفاض النبض و الضغط اعطيته حقنه لعلاج الهبوط المفاجئ و هو فى موضعه ثم رفعته الى السرير انا و فهمى و استكملت بقيه الاسعافات تدليك القلب بعد ان توقف حوالى دقيقه و اجريت له تنفسا صناعيا و لكن لم اشعر بالنبض و لم تصدر منه اى استجابه و لم اصدق ان تكون النهايه بهذه السهوله[/size]
فى هذا الوقت توالى حضور عدد كبير من الاطباء على المقر الباباوى و مجموعه من اطباء معهد القلب بصحبتهم سياره مزوده باجهزه علاج بالصدمات الكهربائيه و بعد محاولات كثيره اكتشفوا ان الحاله ميئوس منها.

نياحه البابا كيرلس

و فى الساعه الحاديه عشره و النصف صباحا اعلن نبا وفاه قداسه البابا كيرلس السادس و كان وقوع هذا الخبر كالصاعقه على نفوس ابنائه و كان الجميع فى حاله زهول و بكاء شديد من هول الصدمه القاسيه فقد رحل راعى الكنيسه الذى كان ساهرا على نفوس ابناءه و جاء عم عزمى سائق قداسته و هو يبكى قائلا:"ماكنتش اعرف انه يقصد هيسافر للسماء" و رجعت الامهات و هن يتذكرون كلامه عن سفره و اصراره على وداعهم و رؤيتهم و سالت الدموع و حزنت القلوب.

الاجراس الحزينه

و دقت اجراس الكنائس الحزينه لتؤكد خبر رحيل قدايه البابا كيرلس فاهتزت مشاعر الجماهير مسلمين و مسيحين لقد رحل الاب الحنون الذى سهر على نفوس ابناءه و اسرعت الجماهير فى سباق الى الكاتدرائيه المرقسيه و الجميع فى حاله زهول من هول الصدمه احتشدت الجماهير حول الكاتدرائيه التى اتشحت بالسواد حزنا على رحيل الراعى الامين و ظلت الاجراس تدق دقاتها الحزينه دون توقف فى جميع الكنائس الارثوذكسيه اربعين يوما.

النظره الاخيره

فى هذه الاوقات قامت مجموعه من الاطباء بتحنيط جثمان قداسة البابا كيرلس و دهنه بالطيب ثم البسوه ملابسه الكهنوتيه و اجلسوه على الكرسى المرقسى فى الكاتدرائيه المرقسيه و ظلت الجماهير تتقاطر لتودع راعيها الامين و احتشدت الالاف امام الكاتدرائيه و تعطلت الشوارع من كثره الناس و ظلوا ساهرين بجوار جسمانه الطاهر و هم فى تاثر شديد و غير مصدقين.

خساره كبيره


و كان من الصعب عليهم ان يحرموا من نبع القداسة الذى احتضنهم فى حب عجيب صعب عليهم ان يحرموا من صاحب القداس اليومى و صاحب القلب الكبير كيف احتملو ان يروه جالسا و لا يتكلم معهم ؟؟؟؟؟؟


نعى الكنيسه


و قد كتبت الكنيسه فى الصحف هذا النعى:

تنعى البطريركيه القبطيه الارثوذكسيه ببالغ الاسف قداسه راعيها الاول مثلث الرحمات و طيب الذكر البابا كيرلس السادس بابا الاسكندريه و بطريرك الكرازه المرقسيه الذى انتقل للامجاد السماويه فى الساعه العاشره و النصف من صباح يوم الثلاثاء الموافق 9 مارس 1971 ميلادية و تكون مده رئاسته هى:
11 عاما و 7 شهور و 29 يوما
و قد بذل العاملين فى جريده الاهرام مجهود شديد و توالت الجريده تنشر نعى قداستة البابا كيرلس لمده 6 شهور متواليه حتى قيل ان نعى البابا كيرلس كان اكبر و اطول نعى فى تاريخ مصر....!!!


وصيه البابا كيرلس

و بعد دفن جثمان قداسة البابا كيرلس بجوار القديس مرقس الرسول بالكاتدرائيه المرقسيه لفتره قصيره امر قداسة البابا شنوده الثالث بتنفيذ وصيه البابا كيرلس التى تنص على دفنه فى دير حبيبه مارمينا بمريوط و فى يوم 22 نوفمبر عام 1972 احتفلت الكنيسه بنقل جسد البابا كيرلس و صلى قداسة البابا شنوده صلاه رفع بخور عشيه ثم قرا على الجميع الوصيه التى كام ملخصها بخصوص هذا الشان :" اوصى بعد انتقالى ان يدفن جسدى بالمدفن الذى تحت الكنيسه بدير مارمينا بصحراء مريوط و يدفن بالملابس التى تكون على جسدى ولا لزوم لغيرها كل من اطلع على هذه الوصيه و عثر عليها فلا يخفيها ولا يخالف ما به و من خالف هذه الوصيه يكون محروم من فم الثالوث الاقدس الاب و الابن و الروح القدس و فم الرسل و القديسين و فم حقارتى و يكون على شمال المسيح و على ابن الطاعه تحل عليه البركه" و فى صباح يوم 23 نوفمبر نقل الجسد المبارك فى احتفال مهيب لدير القديس مارمينا العجائبى بمريوط و هناك حمله ابناءه بفرح عظيم و طيف به فى الدير و وضع فى مزار خاص ولا زال ابناءه يذهبون اليه فى افواج لا تنقطع ليتباركوا من جسده الطاهر.....



بركه صلوات القديس العظيم البابا كيرلس السادس تكون معانا
و لربنا المجد الدائم الى الابد امين