خطورة زواج المؤمن بغير المؤمنة والعكس

خطورة زواج المؤمن بغير المؤمنة والعكس


كثيراً ما نرى مؤمنين يسيرون بقوة وإنتعاش في حياتهم الروحية وفجأةً عند إرتباطهم بشريك حياتهم الذي إختاروه هم لأنفسهم وفقاً لأفكارهم ومعتقداتهم ونظرياتهم البشرية نراهم يرجعون إلى الوراء ويضعفون وتمتلئ حياتهم بالمشاكل والتناقضات والمخالفات لكلمة الرب ، وكثيراً ما تنتهي بالإنقطاع عن المواظبة على حضور الإجتماعات وشيئاً فشيئاً إلى إنقطاع علاقتهم الشخصية مع الرب ومع الكلمة ولو بشكل شخصي فردي وربما إرتدادهم ورجوعهم إلى حياة الخطية بكل ما فيها من متاعب ومشاكل ولعنات وامراض و... وفي كثير من الأحيان هم أنفسهم لا يدرون لماذا ويتساءلون عن السبب بحيرة.

ــ كل من يخاف الرب ويحبه فالدليل الأثبت على محبته هذه كما يقول الرب يسوع المسيح نفسه في إنجيل يوحنا 14 : 15 "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ"
وفي يوحنا 15 : 14 " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ "

فإذا كنت فعلاً تحب الرب وهذا ما نريده ونرجوه نحن أن تكون عليه فعليك أن تحفظ وصاياه ، وحفظ الوصايا ليس بترديدها عن ظهر قلب بطريقة ببغائية ليس فيها حياة أو قوة ، بل بالعمل بها وتطبيقها في حياتنا اليومية مهما بدا هذا معارضاً لمشيئتنا البشرية ولعواطفنا ولإحساساتنا فالرب هو الأصدق ، وما يقوله دائماً هو لخيرنا ولمصلحتنا وإن كنا نظن العكس.

والآن تعالوا نرى يا أعزائي ما يقوله الرب في كلامه عن هذا الموضوع بالذات ، الزواج.
في البدء نريد أن نذكر لك أن الزواج مرتب من الرب نفسه لسعادة الاٍنسان ومساعدته في حياته وتكميل شخصيته ولكن ضمن شروط معينة لا يمكن لأحد أن يتجاوزها وأن ينتظر فيما بعد النتائج الاٍيجابية التي يعد بها الرب في كلمته.

في البدء الرب خلق لآدم إمرأة لأنه ليس حسن أ، يكون آدم وحده ، وليس حسناً أن تكون المرأة وحدها . (في معظم الحالات ولكن هذا لا يعني الحصر المطلق، لأنه يوجد حالات إستثنائية).

ولكن نرى في سفر التكوين الأصحاح 6 : 1 – 6 أن أبناء (وبنات) الرب المذكور عنهم في تكوين 4 : 26 أبتدؤوا يتزوجون من بنات الناس (الغير مؤمنين وهو أبناء وبنات قاين الذي قتل أخاه وهرب وتزوج وصار له بنين وبنات ولكنهم لم يسيروا وفق مخطط الرب لهم بل ساروا وراء شر ابيهم وعدم إيمانه)وكان هذا سبب أزدياد شر الاٍنسان في الأرض مما جعل الرب يغضب وهكذا أهلك الأرض بالطوفان .
"
1 - وَحَدَثَ لَمَّا أبْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً - هَؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ. 5وَرَأَى ورأى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».


ومن ثم نرى في سفر نحميا 10 : 28 – 30 أن من أهم الأسباب التي أدت لاٍبتعاد شعب الرب عن إلههم والسير وراء آلهة أخرى (عبادات شيطانية) هي إتخاذهم لبنيهم وبناتهم أزواج وزوجات غريبات عن شعب الرب والاٍيمان الصحيح به عن طريق الكتاب المقدس.
ونراهم يقطعون عهداً مع بعضهم البعض أمام الرب وهو ألا يكرروا هذه الخطية مرة أخرى .

"28وَبَاقِي الشَّعْبِ وَالْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ والْبَوَّابِينَ وَالْمُغَنِّينَ وَالنَّثِينِيمَ وَكُلِّ الَّذِينَ انْفَصَلُوا مِنْ شُعُوبِ الأَرَاضِي إِلَى شَرِيعَةِ اللَّهِ وَنِسَائِهِمْ وَبَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ كُلُِّ أَصْحَابِ الْمَعْرِفَةِ وَالْفَهْمِ 29لَصِقُوا بِإِخْوَتِهِمْ وَعُظَمَائِهِمْ وَدَخَلُوا فِي قَسَمٍ وَحِلْفٍ أَنْ يَسِيرُوا فِي شَرِيعَةِ اللَّهِ الَّتِي أُعْطِيَتْ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ وَأَنْ يَحْفَظُوا وَيَعْمَلُوا جَمِيعَ وَصَايَا الرَّبِّ سَيِّدِنَا وَأَحْكَامِهِ وَفَرَائِضِهِ 30وَأَنْ لاَ نُعْطِيَ بَنَاتِنَا لِشُعُوبِ الأَرْضِ وَلاَ نَأْخُذَ بَنَاتِهِمْ لِبَنِينَا.

فإرتباط المؤمن (أو المؤمنة ) بشخص غير مؤمن (مهما كان ظاهرياً جيد الخلق ولكنه ليس إبناً أو إبنة للرب ) يقود المؤمن إلى حياة الأسر والعبودية مع غير المؤمن ، كما أن المؤمن يصبح شريكاً في إزدياد
الشر على الأرض ، أي أن خطيته هذه هي موجهة بشكل شخصي ضد الرب الاٍله نفسه.

وفي سفر الخروج 34 : 11 – 16
" 11 «اِحْفَظْ مَا أَنَا مُوصِيكَ الْيَوْمَ. هَا أَنَا طَارِدٌ مِنْ قُدَّامِكَ الأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. 12اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَقْطَعَ عَهْداً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ آتٍ إِلَيْهَا لِئَلاَّ يَصِيرُوا فَخّاً فِي وَسَطِكَ 13بَلْ تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتَقْطَعُونَ سَوَارِيَهُمْ. 14فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلَهٍ آخَرَ لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلَهٌ غَيُورٌ هُوَ. 15اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَقْطَعَ عَهْداً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ فَيَزْنُونَ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ وَيَذْبَحُونَ لآلِهَتِهِمْ فَتُدْعَى وَتَأْكُلُ مِنْ ذَبِيحَتِهِمْ 16وَتَأْخُذُ مِنْ بَنَاتِهِمْ لِبَنِيكَ فَتَزْنِي بَنَاتُهُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ وَيَجْعَلْنَ بَنِيكَ يَزْنُونَ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ.

فالزواج من شخص غير مؤمن يقود المؤمن إلى الدخول في عهد لا يمكن للرب أن يرضى عنه بأي شكل من الأشكال ،ويقوده ايضاً خطوة بعد الأخرى (هكذا هي مكائد إبليس) لعبادة آلهة أخرى وهذا ما يسميه الرب نفسه بالزنى الروحي ، وهذا يثير غضب وغيرة الرب بنفس الوقت .

وفي تثنية 7 : 3 "3 وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً."

إذا كان أبن أو بنت الرب يصاهر أولاد إبليس فحماه سيكون إبليس نفسه (نحن نتكلم روحياً)
وهل من الممكن أن يتوفق في حياته ومصيره الأبدي بعد هذا؟!.

وفي سفر عزرا 9 : 10 -15
" 10وَالآنَ فَمَاذَا نَقُولُ يَا إِلَهَنَا بَعْدَ هَذَا لأَنَّنَا قَدْ تَرَكْنَا وَصَايَاكَ 11الَّتِي أَوْصَيْتَ بِهَا عَنْ يَدِ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ قَائِلاً: إِنَّ الأَرْضَ الَّتِي تَدْخُلُونَ لِتَمْتَلِكُوهَا هِيَ أَرْضٌ مُتَنَجِّسَةٌ بِنَجَاسَةِ شُعُوبِ الأَرَاضِي بِرَجَاسَاتِهِمِ الَّتِي مَلأوهَا بِهَا مِنْ جِهَةٍ إِلَى جِهَةٍ بِنَجَاسَتِهِمْ. 12وَالآنَ فَلاَ تُعْطُوا بَنَاتِكُمْ لِبَنِيهِمْ وَلاَ تَأْخُذُوا بَنَاتِهِمْ لِبَنِيكُمْ وَلاَ تَطْلُبُوا سَلاَمَتَهُمْ وَخَيْرَهُمْ إِلَى الأَبَدِ لِتَتَشَدَّدُوا وَتَأْكُلُوا خَيْرَ الأَرْضِ وَتُورِثُوا بَنِيكُمْ إِيَّاهَا إِلَى الأَبَدِ. 13وَبَعْدَ كُلِّ مَا جَاءَ عَلَيْنَا لأَجْلِ أَعْمَالِنَا الرَّدِيئَةِ وَآثَامِنَا الْعَظِيمَةِ - لأَنَّكَ قَدْ جَازَيْتَنَا يَا إِلَهَنَا أَقَلَّ مِنْ آثَامِنَا وَأَعْطَيْتَنَا نَجَاةً كَهَذِهِ 14أَفَنَعُودُ وَنَتَعَدَّى وَصَايَاكَ وَنُصَاهِرُ شُعُوبَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ؟ أَمَا تَسْخَطُ عَلَيْنَا حَتَّى تُفْنِيَنَا فَلاَ تَكُونُ بَقِيَّةٌ وَلاَ نَجَاةٌ؟ 15أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ أَنْتَ بَارٌّ لأَنَّنَا بَقِينَا نَاجِينَ كَهَذَا الْيَوْمِ. هَا نَحْنُ أَمَامَكَ فِي آثَامِنَا لأَنَّهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَقِفَ أَمَامَكَ مِنْ أَجْلِ هَذَا].

مصاهرة غير المؤمن هو مصاهرة لنجاسته ورجاسته وخطاياه وبالتالي هي مصاهرة لمصدر كل هذه الرجاسات وهو إبليس نفسه. فلا يتوقع من يفعل مثل هذه أنه سيحظى ببركة الرب ورضاه ، بل بالعكس سيثير غضب الرب عليه وسيجعله هذا فريسة في يدي إبليس يفعل به ما يشاء .

والرسول بولس في 2 كورنثوس 6 : 14 – 18
" 14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: «إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 17لِذَلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِساً فَأَقْبَلَكُمْ، 18وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ» يَقُولُ \لرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.
(ص 7: 1)فَإِذْ لَنَا هَذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ."

وهذا تأكيد صريح في العهد الجديد لمؤمني العهد الجديد أن ما قاله الرب في العهد القديم لم يبطل ولم يتغير بل هو هو .
ونرى أن الاٍختلاط بين المؤمن وغير المؤمن ، بين هيكل الرب وهيكل الأوثان ، بين النور وبين الظلمة يجعل من كان قبلاً مؤمناً برتبة غير المؤمن ، ومن كان قبلاً أبناً أو بنتاً للرب بمثابة أبن أو أبنة لبليعال ، ومن كان قبلاً هيكلاً للروح القدس هيكلاً للأوثان ، ومن كان قبلاً نوراً يصبح ظلمة ومن كان قبلاً مدعواً بإسم المسيح أن يدعى عليه أسم بليعال (وهو أسم من أسماء إبليس) .

أعزائي
الموضوع أخطر بكثير من أن يكون موضوع محبة عاطفية وتعلق بشخص يظهر عليه أنه حسن الخلق وجيد الطباع ، الموضوع يتعلق بك كإبن و كإبنة للرب وهيكلاً للروح القدس وبمدى محبتك وطاعتك لمن فداك وأشتراك على الصليب بدمه الكريم .

ومن تجربتي الشخصية حيث لي سنوات طويلة مع الرب وفي الخدمة في مجالات مختلفة وفي ثلاث بلدان مختلفة وتعرفي على شخصيات من عشرات الجنسيات وإحتكاكي بهم ، ونصحي لهم وصلاتي من أجلهم ، صدقوني لم ارى ولا مؤمناً واحداً أو مؤمنة واحدة تزوج بشخص غير مؤمن وبقي في الاٍيمان أو أنه استطاع أن يجلب الشخص الآخر للإيمان.

كنت في الماضي قد تعرفت على ابنة أحد القسوس وقد كانت آية في الجمال ، وصوتها رائع ، مرنمة قديرة للرب ، وموهوبة . وفي اول سلام لي معها كلمني الروح القدس في قلبي وقال لي أنها ستفتح قلبها لي وتتكلم بأمور شخصية جداً في حياتها فحفظت الأمر في قلبي واخبرت زوجتي فوراً التي قالت لي آمين دعنا ننتظر الوقت الذي سيتم به هذا .
في الأحد التالي طلبت منا أن تزورنا وصارت بيننا صداقة عائلية (معي ومع زوجتي).
وفتحت لنا قلبها وقالت أنها تحب شخصاً معها في العمل ، مسلماً ، جيد الخلق ، لطيف ، رائع الجمال، ليس لديه مشكلة بالنسبة لدينها كونها مسيحية و ......

أمضيت ساعات طويلة ولشهور عدة في نصحها ولكن للاسف لم تسمع لكلام الرب الذي نصحتها به ، والنتيجة كانت أنها ذهبت للعيش معه (بدون زواج رسمي) وحبلت منه مما أضطرهم على عمل زواج مدني ، وولدت أبنتهم. وبعد ولادة أبنتهم أبتدأت المشاكل الجمة وظهر مدى حسن خلق هذا الشخص ، إذ أنه أصر وبطرق غير لطيفة إطلاقاً على أن ابنته ستلبس اللباس الاٍسلامي وستكبر متشربة للتعاليم الاٍسلامية ولن يكون لها اية علاقة بالدين المسيحي لأنه دين الكفرة و...... عندما أصرت هذه المرأة على أن تطبق ما كانوا قد أتفقوا عليه من قبل (وساعدها على أخذ هذه الخطوة ما سمعته مني من كلمة الرب ولكونهم كانوا يعيشون في بلد أوروبي)تركها وترك الاٍبنة معها وذهب في طريقه وكأنه يترك كلباً مشرداً.
رأيتها بعد ذلك وكانت على أهبة الذهاب لبيت أبيها القس لكي تعيش معه من جديد (في أحد البلاد الأوروبية) وكانت تبكي وتقول لي :" من سينظر إليّ وفي حضني ابنة ليست من زواج رسمي وأبوها مسلم وهجرها وهجرني ، ماذا سأفعل الآن...؟"

عندما كنت في بلدي كان هناك اخت جميلة ولطيفة ومثقفة ولديها عمل جيد وحالتها المادية جيدة وكانت تريد أن تتزوج ولكن كلما تقدم لطلب يدها أخ مؤمن من الكنيسة أو من كنائس مماثلة في مدن اخرى كانت ترفضه لحجج واهية وسخيفة (منخاره كبير ، طويل جداً ، قصير جداً ، اصلع ، غير مثقف ، سمين ، .....) وفي النهاية تزوجت من شخص غير مؤمن مثقف أصلع سمين أطول منها بكثير ومنخاره كبير وإبتعدت عن الكنيسة وعن خدمة الرب وعن حياة الإيمان و....


أنا واثق أن ما قرأته وسمعته يطن في آذانك عند قراءة هذا التعليم الهام جداً وربما لم يكن هذا ما اردت ان تسمعه ، ولكنني خادم للرب العلي وليس للبشر ولا أستطيع ان ارضي الناس وأحزن قلب الرب بمخالفتي لكلمته ، لأن الرب سيطلب مني حساباً على ما أنصحكم به واعلمكم إياه .
كما أن صلاتي للرب هو أن يعطيك قوة القرار بمعونة الروح القدس لكي تتغلب على عواطفك إن كانت مخالفة لكلمة الرب وسوف تقودك للخراب الروحي والنفسي والجسدي ليس هدفي أن أحزنك أو ادينك ، كلا ، بل ان انقذك من هذا الفخ الرهيب الذي أنت على وشك الوقوع فيه ، وغالباً بدون رجعة.